نسمات عشق تونسية بنوتات وترية قدّمها الملحن وعازف الكمنجة مكرم الأنصاري في سهرة الاثنين 25 أفريل بالمسرح البلدي بالعاصمة، خلال عرض ” القماري ” الذي اختتم فعاليات الدورة 38 لمهرجان المدينة في تونس.
وبين الطبوع والتقاسيم التونسية الأصيلة، تدافعت إيقاعات الأوتار بنسق متدرج نقطة بدايته الهدوء الناعم وختامه تخمر وعشق متجدد لآلة الكمنجة التي رافقت العازف مكرم الأنصاري لينهل من عالم إيقاعاتها في بحثه الموسيقي الضارب في أعماق التراث والمنفتح على ألوان الحداثة وتنويعاتها العصرية.
معزوفات وتوليفات موسيقية احتوتها رؤية فنية مدروسة لفنان متمسك بالهوية الموسيقية التونسية وباحث في أصولها، معزوفة عشق، والمدينة، وقدر، وشحتها مقطوعات غنائية قدمتها هيفاء اليحياوي من نوبة الخضراء والنوارة العاشقة.
فرقة موسيقية متكونة من تسعة عازفين على آلات وترية وإيقاعية، تناغمت إيقاعاتهم في حوار إبداع انسيابي رافقه صوت الراوي الباحث في التصوف محمد العزيز بن زاكور، شحن الجمهور الحاضر بأعداد محترمة بطاقة روحية مفعمة بالحب والنقاء في سهرة رمضانية فاح فيها عنبر الشهر الكريم.
عرض “القماري ” هو عمل فني قائم على بحث أكاديمي في المالوف والمقامات الأندلسية، تكمن فيه مواقع التشبث بالموروث الموسيقي بتفاصيله المبهرة مع أقلمته بتصور متجدد لهذا الضرب الفني، وهو ما يترجم إيمان الفنان مكرم الأنصاري بغزارة هذا الموروث والتعريف بقيمته لدى الأجيال الجديدة.