تتواصل عروض مهرجان سيكا جاز لليوم الرابع على التوالي وتستمر في خلق حركية مختلفة في مدينة الكاف التي صارت قبلة لعشاق موسيقى الجاز.
وفي المركز الثقافي الهادي الزغلامي، كان جمهور عروض المساحة الحرة على موعد مع عرض لمجموعة “سيغارس” مع أيمن الجزيري، في إطار فلسفة المهرجان التي تسعى إلى خلق فرص لشباب الجهة من الفنانين وتشريكهم في فعاليات المهرجان.
وعلى إيقاع موسيقى الجاز واللاتينو التي تعزفها المجموعة الموسيقية علا تصفيق الحضور وتمايلت الأجساد وتجاوزت الألحان المركز الثقافي لتستمر في جذب الجمهور طيلة العرض المفتوح للعموم.
ومع الساعة الثامنة مساء كان عشاق الجاز والبلوز على موعد مع سهرة بعنوان “جاز بلوز فانك” قدم فيها “بوني فيلدز” (الولايات المتحدة الأمريكية) عرضا موسيقى يمزح بين البلوز والفانك والجاز.
و”بوني فيلدز”، عازف ترومبيت ومغني أصيل “شيكاغو”، ينتمي إلى جيل الفنانين ذوي الاصول
الافريقية الامريكية وأسلوبه الموسيقي جعل بصمته واضحة في عالمي البلوز والفانك.
وعلى ركح المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف، أوجد عازف الترومبات والمغني بوني فيلدز نقطة لقاء بين البلوز والفانك والجاز في عرض أثبت فيه والعازفين المرافقين له في المجموعة قدرة فائقة على الجمع بين هذه الأنماط الموسيقية.
وأمام جمهور عزف عن المقاعد منذ انطلاقة العرض، ألهب بوني فيلدز المسرح بموسيقاه التي تحدّت المكان وراقصت الأجساد المتعطشة إلى متنفس وجدته في الاغاني التي صدح به وهو يقفز بسلاسة بين ألوان موسيقية مختلفة.
وكعادته يصنع جمهور سيكا جاز الحدث بحالة النشوة التي تعتريه وهو يقتفي أثر الموسيقى، نشوة تتخطاه إلى الركح فيتصاعد نسق العزف وتستمر الأصوات في رواية قصص مختلفة رغم انتهاء الوقت المخصص للعرض تماما كما حصل بوني فيلدز ومن قبله مهدي ناسولي ويسرا منصور.
بعد حضوره في اختتام مهرجان الجاز بطبرقة سنة 2016، يحل بوني فيلدز ضيفا على تونس في إطار مهرجان سيكا جاز للمرة الثانية على التوالي ويسافر بجمهوره إلى عوالم تتماهى فيها الموسيقات المختلفة.
وفي الندوة الصحفية التي عقبت العرض، أعرب بوني فيلدز عن إعجابه بمدينة الكاف وبتفاعل الجمهور مع موسيقاه كما أعلن عن مشروع موسيقي جديد سيرى النور في شهر ماي المقبل.