السودان : اتفاق عبد الله حمدوك وعبد الفتاح البرهان وما يحمل في طياته

اعتبرت القوى السياسية في السودان وعلى رأسها تجمع المهنيين ولجان المقاومة أن حكومة حمدوك فشلت لأنها حاولت معالجة القضايا بالرهان على الخارج دون تفعيل الموجود من الموارد التي يزخر بها السودان من ذهب ونفط وزراعة…، كما أنها ابعدت الكفاءات وتغاضت عن إنشاء قوانين صارمة ضد الفساد ومحاربته ولكنها اهتمت بالقشور. كما تميزت الحكومة بتقشفها الإقتصادي الحاد الذي أدى إلى إندلاع الأزمة الإقتصادية التي يعيشها البلد وكانت مترهلة يتصارع فيها البعض على المناصب والامتيازات .

وحسب رأيهم فإن المطلوب الآن ليس عودة حمدوك ولا غيره قبل أن تكون هناك استيراتيجية لبناء الدولة قبل السقوط والتي تحمل كافة التناقضات والقضايا المعقدة التى تحتاج إلي حل مع وجود برنامج تنموي متكامل عبر الاستفادة من موارد البلد. ويأتي هنا التحليل لكلام القوى السياسية التي لاحظت إعتماد حمدوك علي الخارج دون إلتفاته إلى موارد البلد والإستثمار فيها، فضلا عن إبعاده للكفاءات وغض نظره عن الفساد المنتشر في حكومته، فالواضح والجلي في الأمر أن عبد الله حمدوك كان يريد دعمه ماليا من المجتمع الدولي وهذا ما لاحظناه على غرار مؤتمر باريس وما حظي به السودان من دعم مالي ضخم.

يتساءل البعض هنا أين ذهبت كل تلك الأموال ولماذا يعاني الشعب السوداني المجاعة الآن، والإجابة على هذا السؤال، وفق عدد من المتابعين، هي أن عبد الله حمدوك رئيس الوزراء آنذاك ورئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان قد رموا بقشور الدعم المالي للشعب فيما احتفظ الإثنان بالحصة الأكبر لخدمة مصالحهم الشخصية و إنفاقها علي متطلباتهم ومتطلبات عائلاتهم. أما بالنسبة لإبعادهم للكفاءات فهو خوفا منهم من فضحهم ومطالبتهم بتفاصيل برنامج إنفاق هذه الأموال. وليس غريبا أن نرى الآن اجتماع واتفاق عبد الله حمدوك وعبد الفتاح البرهان في الإمارات بعودة عبد الله حمدوك كرئيس لمجلس السيادة و عبد الفتاح البرهان كرئيس لمجلس الأمن والدفاع، وذلك لإسئناف ما قد بدأوا به وهو خدمة مصالحهم الخاصة علي حساب الشعب السوداني الأبي الذي أثقلت عاتقه الظروف القاسية التي يعيشها.

Related posts

دعوات للتظاهر ضد قرار إلغاء الدعم وأهالي السويداء يطالبون بإدراة ذاتية

root

زلزال بقوة 6.2 درجات يضرب بابوا غينيا الجديدة

الرئيس الفلسطيني يُعلن الحداد عقب مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني