رئيس حزب الائتلاف الوطني الدكتور ناجي جلول لـ 24/24: “مليون عاطل عن العمل هم جُرح الشعب التونسي الذي ينزف” لا عودة لما قبل 25 جويلية و لا عودة لما قبل 14 جانفي

تشهد الساحة السياسية العديد من التجاذبات في ظل غليان الشارع التونسي الذي أصبح ملاذ الاطياف السياسية على اختلاف توجهاتها للتعبير عن غضبها او مساندتها لحراك 25 جويلية و في هذا الاطار نحاور رئيس حزب الائتلاف الوطني الدكتور ناجي جلول للحديث عن انطباعاته ازاء ما اَلت اليه الاوضاع السياسية و الاجتماعية في البلاد.

– تقييمك للوضع السياسي السائد  ما بعد 25 جويلية  في ظل غياب خارطة سياسية واضحة؟

الشعب التونسي انتخب قيس سعيد لأنه رجل نظيف و بعيد عن عالم السياسة لأنهم ملوا السياسيين أو بالأحرى تقيؤهم جراء فضائح

البرلمان مع العلم أن لدى سعيد خارطة سياسية و لكن ضعف التواصل لدى رئاسة الجمهورية خلق العديد من الاشكالات مع الناس و بالتالي على رئاسة الجمهورية تحديد تسقيف زمني لجملة الحلول التي نادى بها الرئيس لتغيير النظام السياسي و الانتخابي كما عليه ان يقول  عن توقيت اعلانه على اللجنة المتكونة من الخبراء السياسيين و رجال القانون التي ستساعده في صياغة القوانين و من ثمة عرضها على الاستفتاء الشعبي ليطمئن المواطنين. و في ذات السياق انا ضد كل من يطالب بإجراء  انتخابات تشريعية سابقة لأوانها و لا أعتبرها مطلب شعبي لأن مطالب الناس اجتماعية بالأساس يريدون اصلاح التعليم و الصحة يريدون حلول لمعضلة البطالة…..

انا أشاطر قيس سعيد بإنشاء انتخابات على دورتين بالمعتمديات بما في ذلك من تكريس للديمقراطية المحلية التي نجحت في العديد من البلدان الاوروبية .

عموما ليس هناك فراغ سياسي بل هناك دولة قائمة الذات تشتغل رغم بعض الضبابية في التواصل مع الشعب لأن في ظل ما تعيشه البلاد من أزمات لا بد من التواصل المباشر و لو كنت مكان رئيس الجمهورية لا تواصلت مع الناس يوميا.

– خرجت مظاهرة بساحة باردو يوم 14 نوفمبر الجاري هل تعتبر ان هذا الاحتجاج يعبر فعلا عن موقف شعبي؟ وهل أنها فعلا بوادر تشكل معارضة جديدة للرئيس؟

التظاهر حق يكفله الدستور التونسي و من حق الناس ان يعبروا عن رأيهم تلك هي الديمقراطية و لكن ما حصل يوم 14 نوفمبر هو زخم فيسبوكي بعيد كل البعد عن مطالب الشعب التونسي لأنه لا عودة  لما قبل 25 جويلية و لا عودة لما قبل 14 جانفي .و أنا شخصيا لا أرى جدوى من التظاهر اليومي ضد الانقلاب و ادعو المعارضة الى اعادة التشكل و اصلاح ما ذات البين و لتساهم في بناء مشروع سياسي تونسي جديد لأن المشروع السياسي القديم فشل فشلا ذريعا.  و رغم ذلك لا أوافق من يتحدث عن عشرية سوداء لأنني كنت جزء من هذه العشرية و اقف مندهشا امام من يقولون ذلك و من بينهم أصدقائنا بالاتحاد العام التونسي للشغل رغم انهم كانوا في الحكم آنذاك .و سأظل ادافع عن حصيلة حكومة الحبيب الصيد التي كانت سباقة في القضاء على الارهاب و هذا يحسب لها بعد ان كانت الجبال

مستعمرة من قبل الارهابيين و لا ننسى ان حكومة الصيد دقت المسمار الأخير في نعش تنظيم داعش الارهابي بعد النجاح الباهر في حادثة بن قردان.

-هل نجاح حكومة الحبيب الصيد في مكافحة الارهاب ينفي فشل العشرية ؟

طبعا لا ننكر مساوئ العشرية فحركة النهضة بنسبة 6 بالمائة من الناخبين استولت على دواليب الدولة و مارست عقلية الغنيمة في العديد من المجالات أهمها التشغيل و لكن ذلك لا ينفي العديد من الايجابيات على غرار الانتقال السلمي للسلطة و انقاذ البلاد من سيناريو مظلم كما حصل في بعض الدول العربية على غرار ليبيا و الخروج بالبلد الى بر الأمان

 ومن هذا المنطلق ادعو الجميع الى ترك الخلافات جانبا و الجلوس على نفس الطاولة

 و البحث عن حلول عاجلة و أهمها اصلاح النظام الاقتصادي و الاجتماعي .

– من سيقوم بهذه الاصلاحات نظرا لتقوقع أغلب الأحزاب في المعارضة ؟الرئيس بمفرده؟ ام الرئيس والاتحاد باعتبار التقارب الحالي بينهما ؟

الرئيس منتخب و نتائج صبر الآراء تؤكد أنه مازال يحافظ على نسبة كبيرة من ثقة التونسيين بالإضافة الى أن حكومة السيدة نجلاء بودن لديها فرصة تاريخية للنجاح عبر اعتماد الحكم بالمراسيم الرئاسية و كما يعلم القاصي و الداني مشاكل البلاد واضحة و هي اقتصادية و اجتماعية بالأساس  لا بد من معالجتها فورا لأن مطلب الناس شغل حرية كرامة وطنية منذ 10 أعوام و على الرئيس التحرك لأن مليون عاطل عن العمل جُرح  ينزف في المجتمع و انهيار المنظومة الصحية و التربوية و تدني خدمات النقل و افلاس الاَلاف من المؤسسات الصغرى نتيجة الكورونا كلها جراح تنتظر دواء.

اليوم هذه الحكومة مطالبة أساسا بالكشف عن برنامجها الاقتصادي و الاجتماعي و كيفية تطبيقه على أرض الواقع مع تحديد الآجال.

–  كيف تطالب بتحقيق النتائج في حين أن قانون المالية في حد ذاته لازال مجهول الى الاَن؟

 قانون المالية التكميلي موجود و لكن هناك أزمة تواصل لرئاسة الجمهورية خلق لبس لدى الشعب و حسب رأيي لا فائدة ترجى  من نشره فالناس طوال 10 سنوات يطلعون عليه ماذا أضافوا…. مشاكل البلاد لا يمكن حلها عن طريق التكنقراط و هناك مقولة شهيرة لرجل الاقتصاد

الأمريكي ” سامر” الذي انقذ امريكا من أكبر أزمة اقتصادية و هي ” لا يمكن معالجة الأزمة الاقتصادية بحلول تقليدية”

مشاكل البلاد يمكن حلها بجرة قلم و هنالك العديد من الحلول اهمها : الحد من الاقتراض و ادماج بارونات السوق الموازي في الدورة الاقتصادية و تنحية الرخص و الأهم مواجهة المافيا التي سيطرت على البلاد..

– الرئيس حاول الحد من طغيان الفاسدين و لكن النتيجة انعكست سلبا على قوت التونسيين بماذا تفسر ذلك؟

رئيس الجمهورية لا يستطيع مكافحة المافيا وحده و بالتالي وجب تكاتف الجهود ولكن السؤال المطروح هل سيساهم الجميع في التعبئة السياسية ضد الفساد. و بالتالي وجب تغيير قانون الأحزاب للحد من المال السياسي الفاسد الذي طال الاعلام ايضا و باختصار لكي ننجح وجب الالتزام و كل واحد منا يعمل باختصاصه و كفى تضييع للوقت لنترك السياسة للسياسيين لان ما حصل في الانتخابات التشريعية الأخيرة مهزلة رؤساء قوائم أغلبهم رجال أعمال و مهربين والنتيجة كارثية .لا سيما الانطباعات بالخارج التي لا بد ان يتم العمل على تحسينها.

– ما تقييمك لسياسة الرئيس الخارجية؟

العلاقات الخارجية مازالت تقليدية في تعاملها بخصوص الاتحاد الأوروبي و تونس لم تندمج بعد في العالم الجديد المسمى بـ “بريكس” المتمثل في الصين و روسيا و غيرها من البلدان المالكة للسيولة و المسيطرة على المبادلات الاقتصادية في العالم.

تونس مازالت حبيسة المخيال السياسي القديم لم تواكب تغير الخريطة الاقتصادية في العالم و كمثال على ذلك لا مكان لها في اكبر سوق حاليا و هي السوق الافريقية لغياب الخطين البحري و الجوي بالإضافة الى اهمال الجانب الدبلوماسي الاقتصادي في افريقيا رغم ان تونس بلد مؤسس في الاتحاد الإفريقي و لا ننسى موريطانيا التي لو لا تونس لما وجدت و رغم ذلك خرجنا من موريطانيا. وهذا نتيجة انعدام الارادة السياسية لأنه لو توفرت لتحولت تونس الى دبي افريقيا و العالم العربي.

– كيف تتم بلورة هذا الكلام على مستوى حزبكم؟

لدينا مشروع في حزبنا لحل الأزمة الاقتصادية في 6 أشهر و ذلك بـحل الأشغال الكبرى لمجابهة معضلة البطالة مع فتح السوق أمام الاستثمارات الأجنبية يمكن أيضا انشاء محطات تحلية مياه في الجنوب و لحزبنا أيضا جملة من الحلول للتنمية و كمثال تطوير الصناعات بالاعتماد على الموارد الاساسية للبلاد و هي كثيرة فولاية تطاوين لها ثاني مخزون عالمي في الجبس و مخزون عالي للرخام و مخزون هام من رمل “السليك” و مخزون لا بأس به من المياه الباطنية قادر على تطوير الانتاج الفلاحي و رغم ذلك توجد بها أعلى نسبة بطالة 40 بالمائة. لا بد ايضا الاهتمام بالموانئ الترفيهية لاستقطاب السياح واستغلال الطاقات البديلة. و العودة الى البحر باعتباره اساس للثروة و اخيرا التصدي لهجرة الادمغة  و تحفيزها على البقاء و الابتكار و الخلق و الابداع للرقي ببلادنا.

يسرى حطاب

Related posts

شكري الفيذة المدير التنفيذي لجمعية”تونس الغد”: نظرتنا مغلوطة عن  الشباب و دوره داخل مجتمعه  

root

الدستوري المستقل محمد صافي الجلالي: صراع سعيد ليس مع منظومة ما بعد 2011 إنما هو صراع مع “الدساترة”

root

عز الدين سيعدان :”اذا تواصل الوضع ..سنصل إلى عجز غير مسبوق في تاريخ تونس قد يصل لـ 25 مليار دينار”

Halima Souissi