مجموعة “لاباس” الجزائرية على ركح مهرجان الحمامات الدولي

 

لاباس” المجموعة التي تستمد الكثير من حياة الغجر تحط الرحال على ركح الحمامات حيث تتواصل الرحلة الموسيقية في ثنايا أنماط مختلفة وحكايات ملهمة، وتغازل جمهورها بأغانيها النابعة من الواقع.

 

واصل مؤسس المجموعة المغني وعازف الغيتار نجيم بويزول بناء روابط متينة مع جمهوره في تونس على إيقاع أغان مطرزة بكلمات صادقة يستمدها من تجاربه الإنسانية.

أمام جمهور مكتمل العدد استنطق “نجيم” غيتارته وصدحت حنجرته وانغمس الموسيقيون المرافقون له على الركح مع آلاتهم الموسيقية.

 

منذ اعتلائه الركح، سرت في المدارج حالة من الحماسة تواصلت على امتداد العرض الذي كان بمثابة جولة في القصص المختلفة والأنماط الموسيقية المتنوعة والثقافات والبلدان التي طبعت المجموعة.

بالوطن، بالحب، بالثورة، بالحياة، تغنت المجموعة الملتزمة بقضايا الإنسانية، وفي أغنية “إفريقية” التي لم تصدر بعد، صدحت من أجل الانتماء، الهوية والسلام على وقع قول “نجيم” «كل ما نريده هو السلام على الأرض.»

 

ولفلسطين غنى “نجيم” أغنية “Palestina” التي صدرت منذ 3 أسابيع، فيما رفرفت الراية الفلسطينية على الركح وهتف الجمهور ونادى بعضه بالحرية على نسق نغمات موشحة بالثورة والمقاومة.

 

نغمات الغيتار والغيتار باص وإيقاع الدرامز وأصوات الساكسفون والترومبات تماهت مع صوت نجيم وهتافات الجمهور الذي غادر مقاعده منذ النوتة الأولى لموسيقى “لاباس” التي وسمت ذاكرة أكثر من جيل.

 

في أجواء مشحونة بالواقعية، صدحت حنجرة “نجيم” بأغان تتسرب منها موسيقى الغجر والموسيقى الإفريقية وغيرها من الموسيقات التي طبعت حياته، وبين “ma liberté” (حريتي) و”يا بابور اللوح” و”أنا وانت” و”الكاس يدور” وغيرها تجلت فلسفة المجموعة الموسيقية.

المغامرة الفنية والإنسانية التي انطلقت في مونتريال عام أربعة وألفين، راكمت عقدين من الاختلاف ومن الارتواء من موسيقات العالم وهي التي تجمع موسيقيين من بلدان مختلفة لكل منه جذوره التي التقت عند الحرية.

 

الموسيقى الغجرية والموسيقى التراثية الشمال إفريقية والفلامنكو الإسباني وغيرها من التلوينات الموسيقية تداخلت وتماهت على الركح وكان صوت “نجيم” الخيط الناظم الذي يحول دون طمس جوهر أي منها.

 

على إيقاع الكيمياء التي نشأت بين المجموعة الموسيقية وجمهورها، تحول مسرح الحمامات إلى فضاء رمزي تلاشت فيه كل الحدود وارتسمت فيه عوالم تكثف فيها المزج حتى صارت كل الأنماط منفتحة على بعضها البعض.

 

وعلى مشارف الذكرى العشرين لتأسيس المجموعة يستذكر “نجيم” البدايات في وصلة من الارتجال تصاعدت فيها نغمات الغيتار وإيقاعات الكاخون وتبدت فيها تأثيرات موسيقية مختلفة قبل أن يصدح صوته بأغنية “في بالي”.

 

سهرة أخرى من سهرات مهرجان الحمامات الدولي تقترح على الجمهور سفرا فنيا وإنسانيا تليها سهرة تحييها المجموعة المالية “تيناريوين”في سهرة 16 جويلية 2024.

 

مسرح مهرجان الحمامات الدولي كان ومازال فضاء تتجلى فيه تجارب إنسانية وفنية من خلال مشاريع موسيقية متجذرة في بيئتها منفتحة على العالم على غرار مجموعة “لاباس” الجزائرية.

Related posts

العرض المسرحي “ما يراوش” لمنير العرقي يفتتح مهرجان المسرح والمجتمع بسليانة

فنانة مصرية تتمنى الزواج من “الدحدوح”

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الأفلام الأوروبية بالرياض