فضاء جديد وفريد من نوعه في تونس، موجه بالأساس للفن وللثقافة. بناء عصري متواجد بمنطقة “ميتوال فيل “. بواجهة من ثلاثة طوابق، رواق للمعارض الفنية والحرفية، مقهى ثقافية بوسعها استيعاب عروض فنية. هذا هو المولود الجديد الذي تستعد ” الكتاب ” لاستقباله والذي رأى النور يوم 12/12/22رسميا بينما أصبح متاحا للجمهور العريض بعد ذلك بيوم واحد بعد أشهر متواصلة من العمل لتجهيزه. فضاء، سيمثل تتويجا لعمل ثلاثة أجيال متعاقبة تقاسمت ذات الشغف بعد أن انطلقت مع ” ليليا تاج-قبادو ” مؤسِسة ” الكتاب ” في سنة 1967 و ابنتها ” سالمة الجباس ” التي تسلمت المكتبة منذ 1988 لتبعث ” الكتاب بالمرسى ” سنة 2008 و ابنها ” إسكندر الجباس ” الذي يستعد اليوم لإدارة ” Al Kitab Mutu ”
ما الجديد؟
بأشكالها الحالية ذات الطابع التقليدي ودون قدرتها على إيجاد سبل مبتكرة للتجدد، تواجه المكتبات الكلاسيكية اليوم شبح الاندثار ولا يعود ذلك إلى منافسة الكتاب الرقمي لنظيره الورقي ولكن إلى سرعة انتشار خدمة البيع عبر الانترنت. بشكل مؤكد وعاجل بات على أصحاب المكتبات التوجه نحو إيجاد تصورات مبتكرة لتحويل فضاءاتهم إلى أماكن يمكن فيها الجلوس بشكل هادئ للنقاش والتثاقف وتبادل الآراء مع الحفاظ على الوظيفة الأصلية للمكتبة، ببساطة كانت هذه الحاجة الملحة هي المحرك الأول والرئيس لفكرة هذا المشروع الفريد من نوعه في تونس، مشروع Al Kitab Mutu
فكرة التميز عن باقي المكتبات لن تتوقف عند حدود هندسة الفضاء وتوزيع مكوناته بل ستطال أيضا العناوين والكتب التي سيقع عرضها للجمهور حيث ستكون المكتبة متعددة اللغات (50٪ فرنسية، 35٪ عربية، 8٪ إنجليزية، 2٪ لغات أخرى) وستسجل أكثر من 250 دارا للنشر حضورها من خلال 5000 عنوانا في مرحلة أولى موزعة على أكثر من 40 قسما يغطي امتداد رفوفها أكثر من مائتي مترا.
انطلاقا من النشاط الافتتاحي سيوفر الفضاء وبشكل قار ودائم مالا يقل عن أربعة أنشطة بشكل أسبوعي (ندوات، حفلات توقيع، قراءات، ورشات، معارض فنون تشكيلية، …) المقهى الجديدة ستقدم المشروبات والوجبات الخفيفة كما ستحتوي على عدة أنواع من المقاعد (أرائك، طاولات وكراسي، مقاعد منخفضة، طاولات مرتفعة) وذلك لتلبية كل متطلبات الرواد.
رواق الفنون بدوره سيكون مجهزا لاستقبال المعارض بشكل دائم ومسترسل كما سيحتضن جناح الكتب الفنية بهدف توطيد الصلة بين الفن والكتاب.
الكتاب في “ميتوال-فيل”
لئن كان من المهم أن نملك أفكارا لكن الأهم من ذلك يبقى هو مدى قدرتنا على تحويلها الى أشياء قابلة للتنفيذ، ناجحة، متماهية مع الواقع ومع قانون السوق. رفقة ابنها ” إسكندر الجباس ” وبتنفيذها لمشروع ثقافي مشابه وغير مسبوق في تونس تؤكد السيدة ” سالمة الجباس” مرة أخرى على أهمية وجودها كفاعل ثقافي مميز وحركي بتونس وبذلك تكون العائلة قد دخلت رسميا مرحلة الجيل الثالث من وجودها الثقافي بتونس.
غير بعيد عن وسط المدينة (حوالي 15-20 دقيقة) من المتوقع أن ينجح الفضاء في استقطاب جمهور جديد من فئات متنوعة نظرا لانفتاحه على العديد من الأحياء المختلفة والمتفاوتة اجتماعيا..
التصميم غير المسبوق سيضم رواقا للفنون، فضاءات للتنشيط، مقهى ثقافيا كما سيشهد وعلى المدى القصير تجهيز فضاء مفتوح برؤية مستحدثة. مشروع طموح يرمي الى تثمين مكانة الكتاب باستيعاب شرائح مختلفة يكون الهدف تحفيزها على القراءة.
تراهن المكتبة الجديدة على إضفاء شيء من النضارة فيما يتعلق بسوق الكتاب في تونس. مكتبة ستعمل على تطوير نفسها بناء على ما يقرأه وما يطلبه روادها بتقديم تشكيلة غنية وفريدة من الكتب
المساحة الجديدة ستكون مختلفة، سلسة، من السهل الوصول اليها، مسرحا للتنشيط، مكانا للتبادل الثقافي والاسترخاء، كل هذه المعطيات ستدور في فلك تصور ورؤية غير مسبوقين في تونس وفي النهاية ستكون مناسبة لتجديد الهوية البصرية لـ “الكتاب”.
ومثلما يعرفه ” إسكندر الجباس” فإن الولوج الى هذا الفضاء هو في النهاية خوض لتجربة جديدة باحتساء القهوة، الطواف بين الرفوف، مواكبة ندوة أو مشاركة في ورشة، هي لحظات من المتعة ومن الاكتشاف، هي رحلة ناعمة صوب القراءة