مدرسة الماجورات بقصرهلال: الموسيقى تُعيد التلاميذ المنقطعين إلى مقاعد الدراسة

لا يقتصر نشاط جمعية ماجورات قصرهلال التي تأسست من عام 1978 على تلقين أصول الموسيقى النحاسية للأطفال والناشئة بل تجاوز ذلك لتصبح الجمعية مُشاركا في جهود الدولة من أجل إنقاذ عدد كبير من التلاميذ من حطر الانقطاع عن الدراسة من خلال توفير فُرص دروس التدارك المجانية إلى جانب تعليم الموسيقى في إطار برنامج متكامل امتد لمدة عام بالتعاون مع المجلس البريطاني بتونس (british council tunisia).

ويتأسس مشروع “مغرومين” الذي يشرف عليه الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع الدولة التونسية، على تكوين مدرسة الماجورات وهدفها حماية التلاميذ من الانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة وخاصة لدى العائلات الفقيرة والفئات الهشّة.

ويعتمد أصحاب المشروع على خطين متوازيين هما الدراسة والموسيقى، في الأحياء ذات الكثافة السكانية، وانطلقت التجربة في أحياء قصرهلال، حيث تمّ في البداية تحفيز الأطفال بعروض موسيقية فرجوية لتقريب الفكرة لديهم فيما بعد، وتم اختيار مدرسة حي الرياض 3 ومدرسة الفتح.

مشروع “مغرومين” انتظم بدعم من المندوبية الجهوية لشؤون الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن والمندوبية الجهوية للتربية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وحقق أهدافها بشكل كبير.

وكان عدد التلاميذ المستهدفين في بداية المشروع في نوفمبر 2023 لا يتجاوز الـ 100 تلميذ لكن العدد تضاعف بسرعة ليبلغ قرابة 240 تليمذا، ورأى القائمون على جمعية ماجورات قصرهلال أن يواصلوا المشروع رغم التكلفة الكبيرة التي فاقت ما كان مبرمجا.

وكان الهدف تكوين التلاميذ في الموسيقى وتعلّم أصول العزف على الآلات الموسيقية، بالتوازي مع الاتفاق مع عدد من المعلمين لتقديم دروس تدارك تساعدهم على مواصلة تعليمهم في مدرستين ابتدائيتين هما مدرسة حي الرياض 3 ومدرسة الفتح.

كما تم توفير أخصائيين في علم النفس التربوي لمتابعة التلاميذ وعائلاتهم أيضا، حيث يعمد بعض الأولياء إلى سحب أبنائهم من التعليم من أجل تشغيلهم، فكان ضروريا توفير التأطير النفسي للعائلات وتوعيتهم بضرورة مواصلة تعليم أبنائهم وهو ما نجحت فيه الجمعية بالتعاون مع عديد الأطراف.

كما نظمت الجمعية عددا مع الرحلات الترفيهية والتثقيفية مرفوقين بالإطارات التربوية، حيث زاروا قصر الجم ومدينة القيروان ومدينة تونس العاصمة والحمامات وحديقة الحيوانات “فريقيا” من أجل تحفيزهم أكثر على مواصلة تعليمهم.

وحتى من لم يتمكن من مواصلة مراحل تعليمه سوف يجد فرصة في التكوين في قطاع النسيج والإكساء في شراكة مع مركز “سارتاكس” للتكوين المهني.

وبذلك تكون جمعية ماجورات قصرهلال قد وُفّقت بعد عام كامل من انطلاق المشروع في إعادة عدد هام من التلاميذ إلى مقاعد الدراسة ومواصلة آخرين لدراستهم وذلك من خلال استغلال الموسيقى والتكوين والتوعية والتأطير الأسري.

ومن النتائج الإيجابية لهذا المشروع أن كثيرا من الأولياء أصبحوا متعاونين ويحثّون أبناءهم على مواصلة الدراسة والتكوين وتعلّم الموسيقى.

وسوف ينتظم آخر الشهر الحالي، حفل يتم خلاله تكريم المساهمين في المشروع وتوزيع دروع التميّز على التلاميذ المتفوقين.

Related posts

صابر الرباعي يشارك في الدورة الخامسة من حفلات موسم الرياض

تونس تتوّج بثلاث جوائز هامة في مهرجان القاهرة الدّولي للفيلم القصير

ريم حمزة

بسبب دعمها لإسرائيل: “كايلي جينر” تخسر مليون متابع على “انستغرام”