جمع مهرجان دقة الدولي في رابع سهراته بين فنانان صاعدان يمثلان مستقبل الأغنية في تونس، فنانان عرفهما الجمهور محليا في عرض الزيارة خاصة وتمكن احدهما من الانتشار عربيا حين تمكن من الفوز بالمرتبة الأولى من برنامج المواهب “ذو فويس”.
مهدي عياشي ومحمد علي شبيل فنانان من طينة خاصة، يمتلكان خامات صوتية فريدة.
نصف السهرة الأول أحياه العياشي بعرض عنوانه “طريق” جمعه بالموسيقي رياض بدوي، وهو مشروع جديد يجمع بين الطربي والصوفي وفق تصريحات إعلامية “‘ الموعد مع تسلطينة صوفية في عرض ‘طريق’ مع أفضل العازفين على غرار رياض بدوي، وهادي الفاهم في القيتار ولطفي صوة.. والعرض يجمع بين المالوف والصوفي والشعبي والبدوي..”
وقد أنجز مهدي ما وعد، فطاف بين الأغاني والألحان والتلوينات الصوتية مبرزا الخامات التي يجيدها والمساحات الصوتية القادر على التحرك فيها.
مهدي العياشي ورياض بدوي الشريكان في هذا المشروع قدّما أغان معروفة بتوزيع جديد مثل “ع الباب دارك”، “أنا صنعني صانع”، “الليل زاهي” فيها نفس صوفي بموسيقى هادئة خلافا لما تعوده الجمهور في عرض الزيارة حيث يطغى الإيقاع السريع في كثير من الأحيان فضلا عن الركح المليء بالراقصين والعازفين.
لم ينسى العياشي أن يسمع الجمهور أغنية قريبة من تراث الجهة بعنوان “يا نسمة فزّي” التي حملت نغمات بدوية تفاعل معها الجمهور الذي ازداد حماسه حين غنى مهدي العياشي أغنية “إذا نخمّر” التي غناها سنوات طويلة في “الزيارة”، ما جعل الحاضرين يتركون مقاعدهم ليرقصوا على أنغام الأغنية.
نصف السهرة الثاني أثثه الصوت الجميل لمحمد علي شبيل الحاصل من اشهر على جائزة الميكروفون الذهبي في مهرجان الأغنية ضمن مسابقة الأنماط الجديد بأغنية “يا مراية”، وهو ما يؤكد موهبة هذا الفنان الذي يقدم أغان تونسية بانماط موسيقية مختلفة.
يطوف شبيل في عرضه الذي سماه “دنيا” بالاشتراك مع الموسيقي محمد بن صالحة، بين المالوف والوتري وحتى “الرّاب” بطريقة يبين فيها أنه أحد الواعدين الذين ينتظرهم مستقبل فني ناحج.
“يا طير بلّغ شوقي وسلامي لمحبوبي”، “يا مراية علاش”، وغيرها من الاغاني تفنن الثنائي المشرف على المروع في مدّها بجمل لحنية غير ما اعتاده الجمهور، فنجد في بعضها جملا من الجاز مثلا، ونجحا في إخراج أغان أخرى من القالب المعروفة فيه على غرار “ماك السلطان يا شيخ محرز”…
نهاية السهرة كانت مشتركة بين مهدي العياشي ومحمد علي شبيل حين قدما أغنية “راكب ع الحمراء” وهي من الأغاني التي لا يمكن للحاضرين إلا أن يرقصوا عليها.
تتواصل سهرات مهرجان دقة الدولي مع عروض فريدة على غرار سعاد ماسي وظافر يوسف، وأخرى شبابية بين “كازو”، “بلطي” ومجموعة الروك الأردنية المربّع، فيما يجد الباحثون عن أصوات تونس التي كبروا معها ضالتهم في عرض نبيهة كراولي.