- دافع الخبراء الوطنيون والدوليون الذين حضروا المؤتمرعن كل المعرفة العلمية المتوفرة حول الحد من أضرار التدخين
- وأشاروا إلى الكيفية التي أدمجت بها بلدان مثل المملكة المتحدة ونيوزيلاندا هذه الأدوات في سياساتها لمكافحة التدخين
« تحتاج إسبانيا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نقاش مفتوح حول كيفية تحقيق تقدم في مكافحة التدخين، من دون توجيه لوم أوإعتراض، كما فعلنا في السابق، إلى أولاءك الذين يفكرون بشكل مختلف »، يقول الدكتور فرناندو فيرنانديز بوينو، المتحدث بإسم منصة الحد من أضرار التدخين وجراحة الأورام في مستشفى غوميز وولا، في افتتاح “مؤتمر الحد من أضرار التدخين بإسبانيا لسنة 2023 “.
خلال المؤتمر، تم تحليل آخر مستجدات التقدم العلمي وأحدث التجارب الدولية في مجال الحد من أضرار التدخين، بالإضافة إلى الدراسات الجديدة التيثبتت فعاليتها باعتبارها أدوات تكميلية للوقاية من التدخين والإقلاع عنه في سياق مكافحة التدخين.
وكان من بين هذه المستجدات، آخر تقرير أصدرته وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة[1]، وتعد هذه الدراسة الثامنة من نوعها التي تؤكد أن استعمال السجائر الإلكترونية (vaping) لا يمثل على المدى القريب والمتوسط سوى جزء ضئيل جدا من مخاطر التدخين وأن نسبة التعرض للمواد المضرة أقل بكثير عند استعمال السيجارة الإلكترونية مقارنة مع تدخين سجائر التبغ المحترق، من حيث المؤشرات الحيوية للإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
من جانب آخر، خلصت “كوكرين ريفيو”[1]، إلى وجود براهين قوية على أن السجائر الإلكترونية أقل مضرة من تدخين السجائر كما تساعد على الإقلاع عن التدخين، الشيء الذي يعكسه بوضوح الانخفاض الملحوظ لمعدل التدخين الذي عرفته المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة.
في جلسة تحت عنوان “الأدلة العلمية حول الحد من أضرار التبغ، ماذا نعرف حتى الآن؟”، شارك فيها الدكتور كارل فجرستروم، مؤسس شركة البحث حول النيكوتين والتبغ (SRNT) ومخترع اختبار فجرستروم الذي يستعمل يوميا عبر العالم في مصحات معالجة الإدمان على التدخين. خلال الجلسة قدم فريق الخبراء آخر الأدلة العلمية حول فعالية منتجات الحد من أضرار التدخين، والتي أكدت مرة أخرى – بمزيد من البراهين أكثر من أي وقت مضى – بأن هذه المنتجات أقل ضررا من التدخين بشكل كبير لدرجة تجعلها مساعدة على التوقف عن التدخين، إضافة إلى أنها لا تشكل معبرا للشباب نحو التدخين.
و في جلسة تحت عنوان “استراتيجية عاجلة من أجل جيل غير مدخن ” حلل الخبراء الإسبان أحدث بيانات التدخين حسب معطيات استطلاع 2022، وتوزيعها حسب الشرائح العمرية. وأظهرت هذه البيانات، بما لا يدع مجالا للشك، أن معدلات التدخين لا تزال مستمرة في الارتفاع، بعد مرور 20 عامًا على اعتماد سياسة مكافحة التدخين وإصدار قانونان بهذا الشأن، وأبرزت هذه النتائج الحاجة، سواء من حيث الرعاية الصحية أو على المستوى السياسي، إلى اعتماد مقاربة جديدة تعتمد أدوات جديدة من أجل تقديم حلول أكثر فعالية وواقعية للمدخنين البالغين في إسبانيا، حيث يناهز عددهم 10 ملايين مدخن.
وفي اختتام اللقاء، أككد الدكتور فيرنانديز بوينو في كلمته الختامية على التزام جميع أعضاء المنصة والأطباء والعماء المشاركين في المؤتمر بمكافحة التدخين. وقال بوينو : « إن كل المشاركين في هذا المؤتمر، وأعضاء المنصة الحاضرين معنا، مجتمعون هنا من أجل المساعدة، واعتبارا لذلك، فإننا نضع أنفسنا رهن إشارة السلطات من أجل مكافحة التدخين ».