أيام قرطاج الموسيقية: “بلاد العميان” لمجموعة “برزخ” في مسرح الجهات

لم تكن مجموعة “برزخ” قد صعدت على الركح عندما علت الهتافات في مسرح الجهات استعدادا لاستقبالها بحرارة، الحرارة بلغت أوجها بمجرّد اطلالة غسان حريق وأصحابه نزار مهذبي وهيثم مهبولي (غيتار) وسامي خوجة (باتري) وعزيز بن يوسف (باص) وسامي مهبولي (إيقاع) ليقدّموا عرضهم ضمن فعاليات الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية مساء الأربعاء 25 جانفي بمسرح الجهات.

“برزخ” تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة تتابع أعمالها منذ تأسيسها سنة 2006 وتوجهها الموسيقي الذي تتداخل فيه الأصوات والإيقاعات بين الغربي والشرقي في إحالة على اسمها “برزخ” وهو اصطلاحا المكان الذي يفصل بين عالمين، بهذا المعنى اختارت المجموعة منزلتها الفنية أو بالأحرى هويتها التي تجمع الموسيقى الغربية والروح التونسية لتحكي عن الإنسان والوجود، عن الحلم المنشود، عن الأمل… هي على خلاف بعض المجموعات الشبابية التي تكتفي بنقد الواقع وتركز على الهزائم والانكسارات، برزخ تفتح عيون الشباب على الجوانب المضيئة في الحياة ولا ترى إلا الجزء الممتلئ من الكأس “ما تخلّي حلمك يضيع مهما كادوا وعادوا الناس… الريح الّي تعاديك تعلّيك” في أغنية “ما تخلّي حلمك يضيع” أو “قوم من تحت غبار كي  جندي مكسور البحر وراه…” في أغنية “حلّ البيبان” وكذلك “خلّيك ميّ (ماء) في الصحرا حيّ خلّيك واحة… طاحوا للغيّ وحبّوا يجروك…” في أغنية “عيون” وغيرها من الكلمات التي تبعث موجات إيجابية وتعيد الأمل لفاقديه، تُعزف على إيقاع روك تونسي تتدخل فيه الدربوكة والبندير لتخلق صوتا جديدا منسجما ومتناسقا فاختيار الروك والميتال بني على إرادة فنيّة ثورية تكسر الإيقاع الكلاسيكي.

“بلاد العميان” الأغنية التي حملت عنوان الألبوم نعتقد انها موجّهة للشباب الحالم بالحرقة والباحث عن الوهم المسمى بلد آخر “عليك نادي يا الّي مشيت لبلاد العميان وما ناوي تعود، تلوّج عالسعد المفقود، تستنى في فرج موعود وفي كل محطّة ساكن الخوف” هذه الأغنية تزامنت بع بثّ فيديو لشخصية كرتونية تسير وحيدة في بلاد الضوء مكبّلة بالحبال بلا صديق ولا رفيق تائهة ينتهي بها الأمر لسقوط مدوّي… هي دعوة لحب البلاد والعمل على تطويرها، دعوة للتجذر في البيئة والتمسك بالأمل كلمات تقول لك أنت من “معدن الأبطال” وتجيب على الكثير من الأسئلة وتصحح بعض المفاهيم الخاطئة.

هكذا اختارت “برزخ” طريقها تشقّ الظلمة لتضيء شمعة وتتقاسم مع جمهورها حب الحياة والأمل بغد أفضل من خلال تلك الطاقة العجيبة والحضور اللافت والموسيقى الصاخبة المنسجمة مع الروح التونسية الكامنة في لهجتها

Related posts

بالأرقام: قناة “الحوار التونسي” الأكثر مشاهدة بأرقام قياسية

root

ميسي ممثلا لأوّل مرّة

root

ياسر جلال: فخور بتقديم شخصية الرئيس السيسي في “الاختيار 3”

root