الممثل أسامة كشكار لـ “قبل-الأولى”: التتويج خارج حدود الوطن يحمّلني مسؤولية أكبر.. وأطمح إلى العالمية

 

حاورته: ريم حمزة

تحصّل الممثّل أسامة كشكار مؤخرا، على جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، عن دوره في مسرحية “آخر مرة” لوفاء الطبوبي، كما تُوّجت الممثلة مريم بن حميدة بجائزة أحسن ممثلة عن نفس العمل…

وقد سبق أن فازت “آخر مرّة” بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج المسرحية كأفضل عرض متكامل في دورتها السابقة…

عن التتويج خارج حدود الوطن ومواضيع أخرى، تحدّث الممثل أسامة كشكار في حوار لـ”قبل-الأولى”، تكتشفون تفاصيله في السطور التالية:

 

  • تم مؤخرا، تتويجك بجائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، فالأكيد أنّ هذه الجائزة لها أكثر من معنى خاصّة وأنها خارج تونس؟

الحصول على مثل هذه الجائزة شرف كبير بالنسبة إليّ، كما أنّ الجائزة التي تحصلنا عليها في أيام قرطاج المسرحية في دورتها السابقة مهمة ولكن هذا التتويج كان خارج حدود الوطن حيث يحمّلك مسؤولية أكبر لأنّك تمثل بلدك، خاصة وأن هناك عدّة دول من الوطن العربي ومن العالم شاركت في هذا المهرجان…

 

  • ماذا تعني لك الجوائز بصفة عامة؟

هي تتويج لعمل كامل ولكن بالنسبة إلي هي تحفّز أكثر ولكنها ليست مقياسا بمعنى أنّ الذي يتحصل على جائزة هو ممثل جيّد خاصة في مجال المسرح، كما أنّها عبارة عن شكر على مجهود قدّمته وهي في نفس الوقت سلاح ذو حدين حيث يجب ألاّ يصاب الممثل بالغرور بسبب هذه الجوائز و المشاركات ولكن بالعكس يجب أن ينظر إليها من جانب العمل أكثر لأنه في مجالنا على الممثل أن يعمل أكثر ليحسّن  من مستواه ويتطور من نفسه حتى في نفس العمل المسرحي…

 

  • المسرح التونسي رائد وحقق الكثير من النجاحات، فماهي الصعوبات التي يعاني منها اليوم؟

المسرحيون يعملون باستمرار لكن المشاكل هي من سلطة الاشراف، حيث عندما ترى فنانين يعملون ويقدمون أعمالا ولا يتحصلون على أجورهم، فهنا تبدأ المعاناة، فهؤلاء يعطون من وقتهم ومن دمهم ومن التزاماتهم ليقدّموا أعمالا لكن ليس هناك مقابل حيث هناك العديد من الفنانين الذين اعتزلوا وآخرون هاجروا وهنا نلاحظ أن القطاع يدق ناقوس خطر، رغم لحظات الأمل..  فنحن نفهم أن ما يحصل مرتبط بالأزمة التي تعيشها البلاد والوضع السياسي و كذلك الوضع الاقتصادي العام لكن ما يمرّ به  المسرح التونسي ليس جديدا بل هو موجود من قبل حيث يتذكرّون هذا القطاع أحيانا عندما  يتحصل فنانين على جوائز أو عندما يمثلون تونس جيدا وهذا ما يحدث من قبل.. المسرح التونسي رائد منذ زمن خاصة عربيا وخسارة ألا يكون هناك دعم للفنانين الذين يعيشون من هذه المهنة،  فإن لم يوجد دعم على الأقل يتم خلاص المستحقات في وقتها وهذا أقل واجب…

المسرح ليس “وان مان شو” فقط

  • هل يمكن أن نقول إن قطاع المسرح “مهمش” في تونس؟

لا أريد التعميم.. ولكن أرى أن الإعلام مساهم بنسبة في ما يمرّ به القطاع المسرحي سواء إذاعات أو تلفزات أو صحافة مكتوبة، حيث هناك تسويق لـ ” الوان مان شو” على أنّه  مسرح،  و من الطبيعي أن يهمش المسرح، لأن الناس يعتقدون حينها أن المسرح هو “وان مان شو” وضحك فقط،  وعندما تساهم أيضا في نشر مثل هذه الأشياء لأشخاص من “الانستغرام” وليسوا فنانين حقيقيين أعطوا من دمهم ووقتهم.. كذلك مديري المهرجانات الذين لا يراهنون على المسرح إلا المهرجانات الكبرى مثل مهرجان الحمامات الدولي،  وعندما يتم تقديم الملفات فمن الممكن أن يقبل مسرحية واحدة و 7 أو 8 “وان مان شو”، وحقيقة أستغرب من ذلك لأنهم أناس يقولون عن أنفسهم مثقفين ويخدمون القطاع الثقافي..  و هو نفس الشيء يحصل للفنانين لأنه ليس هناك دعم للإنتاج التونسي حتى في الغناء حيث تتم برمجة الفنانين الأجانب ويغيبون أبناء بلدك…وهذه مشكلة كبيرة وهي سياسة كاملة حيث يجب أن تتم مراجعة الأمر،  فنحن ليس ضد هذه الأعمال ومن الممكن أن أقدم مسرحية لوحدي أختار فيها توجها معينا من خلال تجاربي ولكن سأقدمها حسب المقاييس التي تربيت عليها في المسرح وهذه الاختيارات نحترمها ويجب أن تكون موجودة لكن لا أن تصبح هي الأصل،  فنحن الأصل وسنبقى كذلك.

على خشبة المسرح أشعر أنني حيّ وأتنفس أوكسجين نظيفا

  • وكيف هي علاقتك اليوم بالفن الرابع؟

أنا لا ستطيع الابتعاد عن هذا القطاع رغم بعض التجارب التلفزية، فلا أتوقع نفسي أعيش دون أن أكون على الركح لأنني هناك أشعر أنني حي وأنني أتنفس أوكسيجين نظيفا…  فالركح هو أكثر مكان أرتاح فيه لأنني عندها أشعر حقا بذاتي.

 

  • ولماذا تجاربك التلفزية قليلة؟

في الحقيقة هو اختيار، ففي الفترة الأخيرة أصبحت هناك أعمالا تستهوي المسرحيين بصفة عامة، وبالنسبة إليّ كنت أرى أن الوقت المناسب لخوض مثل هذه التجارب لم يحن وأنني لست حاضرا لخوض تجارب تلفزية مائة بالمائة ، واليوم الكل أصبحوا يريدون التمثيل.. لكنني أردت أخذ الوقت اللازم في التكوين المسرحي، والتطوير من نفسي لأن التعامل مع الكاميرا لا يشبه التعامل مع الركح، وفي الحقيقة لم تكن هناك تجارب تثيرني، ولكن عندما تم اقتراح بعض الأدوار عليّ أدركت حينها أنه يمكنني الاشتغال عليها حيث أدركت أنني أصبحت في مرحلة من حياتي أستطيع أن أقدم خلالها تجارب متنوعة،  وأنا في التلفزة أشعر اليوم أنني في مرحلة يمكن أن أخوض فيها العديد من التجارب الأخرى ومن الممكن أن تكون تجارب فاشلة وليس بالضرورة أن تكون كلها ناجحة فهذا من شأنه أن يقدّم لي دفعا آخر لأنه من الطبيعي أن أخطا في المسرح والتلفزة لأتعلم و لأكوّن خبرة جيدة ومسيرة جيدة وكذلك اسم جيّد حيث لا يوجد ممثل في العالم قدّم مسيرة كلها نجاحات وأفلام جيدة لأنّ هذا صعب…

 

  • هل يمكن اعتبار “حرقة” أفضل أعمالك التلفزية؟

قدمت تجربتين تلفزيتين  وهما “شورب” و”حرقة”،  وأنا سعيد لأنهما كانتا مختلفتين،  فالمشاهد لم ير نفس الشخصية.. و أتمنى أن أصل من مسلسل إلى آخر أو من فيلم إلى آخر أن يرى المشاهدين شخصيات وليس أعمالا.. أتمنى أن أصل خلال مسيرتي أن أقول إنني قدمت 8 أو 9 شخصيات على الركح وليس أعمالا لأنه من الممكن أن أقدم 10 أعمال في التلفزة لكن الشخصيات التي أقدّمها تشبه بعضها، لأنّني بذلك أكرّر نفسي، فأنا أفضل أن أشارك في مسلسل كل 3 سنوات مثلا وأقدم خلاله شخصية جديدة أحسن من أن أقدم مسلسلا كل سنة بنفس الشخصية…

أهمية العمل هي من أهمية الممثلين المشاركين فيه

  • ­قلت إن محتوى العمل الذي تشارك به مهم بالنسبة اليك، فهل يهمك الممثلين المشاركين فيه ؟

بالطبع، حيث تشعر أحيانا بالخوف عندما تسمع أسماء ممثلين مشاركين في العمل  قبل حتى أن تقابلهم وتبدأ العمل معهم،  وهذا شرف كبير فأهمية العمل هي من أهمية الممثلين المشاركين فيه ومهم جدا أن تجد نفسك مع ممثلين في التلفزة مثلا لديهم خبرة كبيرة حيث كنت في مرحلة من حياتك تتمنى أن تتعامل معهم أو تقف أمامهم حتى في مشهد  واحد مثل ما حصل مع الممثلة الكبيرة دليلة مفتاحي ومع السيدة منى نور الدين التي شاركت معها في مسلسل مع الأسعد الوسلاتي الجديد الذي  سيعرض قريبا على إحدى المنصات العالمية.

دوري في المسلسل العربي “غومة المحمودي” للمخرج الأسعد الوسلاتي من الأدوار الرئيسية

  • لديك مسلسل جديد مع الأسعد الوسلاتي، فكيف كانت التجربة؟

في الحقيقة التجربة كانت جيدة و المسلسل هو باللهجة الليبية و يتحدث عن غومة المحمودي والثورة التي قادها ضد الحكم العثماني في تلك الفترة في ليبيا، ويعتبر الدور الذي أقدّمه من الأدوار الرئيسية، كما يشارك فيه كلّ من  نجلاء بن عبد الله ومنى نور الدين ورياض حمدي وممثلين من فرقة مدينة قفصة وهادي خليصان و كذلك بطل المسلسل هو أستاذي وصديقي العزيز معز القديري وبالنسبة إليّ تشرفت بالتعامل مع هؤلاء الممثلين …

يضمّ العمل أيضا العديد من الجنسيات حيث يشارك ممثلين من سوريا ولبنان وفرنسا ويوجد كذلك الأستاذ محمد مفتاح من المغرب…

ال هو عمل عربي والطاقم الفني من أوروبا ومن مختلف الجنسيات وأتمنى ان يلاقي النجاح الذي ننشده، فهو خطوة جديدة حيث نحلم دائما بالانتشار العربي وأحلم أيضا بالانتشار العالمي وأحلامي لا سقف لها، ولما لا أقف يوما ما لأتحصل على جائزة الأوسكار فليس هناك شيئا مستحيلا بالنسبة للممثلين.

لدي مشاركة في مسلسل طارق العريان الجديد

  • هل تلقيت عروض لأعمال رمضانية؟

في الحقيقة لم أتلق أي عرض إلى حدّ اليوم.. وأنا مشغول بجولة لمسرحية آخر مرة، و لدي مشاركة في مسلسل يصور حاليا في تونس ويتضمن مجموعة من الممثلين التونسيين وهو من إخراج طارق العريان.

كما أريد التركيز على السينما لأنه يفتح أبواب العالمية، وهذا مهم بالنسبة لمسيرتي و هناك مشاريع سينمائية  في طور الدراسة…

  • وفي المسرح؟

لدي عمل جديد في طور الدراسة، ولديّ كما سبق أن قلت جولة من خلال مسرحية “آخر مرة” حيث لدينا عرض يوم السبت 17 سبتمبر بقاعة الريو ، وسنعرض بعدها في بيروت ونشارك في المسابقة الرسمية  لمهرجان بغداد الدولي للمسرح وبعدها سلسلة من العروض في تونس ثم فرنسا في نوفمبر…

Related posts

“أديل” مصابة بـ”عرق النسا”

ريم حمزة

فيلم “أطياف” لمهدي هميلي يواصل جولته في المهرجانات الدولية

root

اختيار 59 فيلما من 25 دولة للمشاركة في الدورة التاسعة مهرجان بانوراما الفيلم القصير الدولي

root