لم يأفل نجم الفنان الإيفواري “آلفا بلوندي” رغم تقدمه في السن (70 عاما)، فهذا الفنان الملتزم بموسيقاه في نمط الريغي مازال يتّقد نشاطا وحماسا على الركح، ومازالت أغانيه تأسر الجمهور الذي حفظها عن ظهر قلب، وحضر بأعداد غفيرة ليردّدها معه على المسرح الروماني بقرطاج في سهرة الجمعة 19 أوت، وهي السهرة قبل الأخيرة لهذه الدورة السادسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي.
وكانت سهرة “ألفا بلوندي” ومجموعته “سولار سيستام” مميّزة بإيقاعات الريغي الخالصة، وقدّم خلالها الفنان الإيفواري الشهير “آلفا بلوندي” مختارات من حوالي 18 ألبومًا غنائيا في رصيده وظلت راسخة في أذهان جمهوره ومتابعيه الأوفياء.
وبدت إطلالة “آلفا بلوندي” على جمهور قرطاج مثيرة وحماسية بزيّه البرتقالي، وما يحمله من دلالات عديدة المعاني منها المرح والسعادة والصخب، وهو ما تجلّى في الإيقاعات الموسيقية الصاخبة التي أرقصت الحاضرين.
وفي الوقت نفسه أراد “آلفا بلوندي”، واسمه الحقيقي “سايدو كوني”، بزيّه البرتقالي جلب الانتباه إلى قضايا إنسانية كونية كالعدالة والحريات، ولذلك هو يدق ناقوس الخطر حول مخاطر الحروب وهولها ولم يتردد في إبداء رأيه ومواقفه أمام الحاضرين عما وصفها “الأزمة الإنسانية في أوكرانيا جراء الحرب الدائرة هناك أمام صمت المجتمع الدولي”، داعيا إلى إحلال السلام والعدالة في العالم.
وقد تميّز عرض “بلوندي” بموسيقاه ذات النفس الروحي والملتزم التي تدعو للسلام. كما أدى هذا “الراستمان” الإيفواري رفقة مجموعته “سولار سيستام” أغاني ملتزمة بألوان إفريقيا وبلده الكوت ديفوار منها بالخصوص “Operation punch ” و”Jerusalem ” Coco de rasta” ” Le Brigadier Sabari” التي ختم بها حفله.
ويعتبر “ألفا بلوندي” من أشهر مغني الريغي في إفريقيا الفرنكفونية. ويمتلك في رصيده عديد الألبومات الموسيقية منذ بروزه للمرة الأولى سنة 1982، وهي أعمال مستوحاة من موسيقى ” بوب مارلي” و”بورنينغ سبير” وكذلك من أشهر الأسماء الموسيقية في جامايكا.
وعبّر “بلوندي” في لقائه مع الصحفيين بعد العرض عن إعجابه بالجمهور التونسي، قائلا إنه “رائع ويمنحنا طاقة لا محدودة على الركح ويدعمنا وهذا ما حصل معي الليلة على ركح قرطاج، فشكرا للجمهور التونسي”.
وتحدّث أيضا عن اختياره لموسيقى الريغي كنمط موسيقي يتميّز به ليثير مجموعة من القضايا الإنسانية السامية والتي ظلت عالقة كالحروب وغياب العدالة وانتشار الظلم.
وعن الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في القارة الافريقية، اعتبر “آلفا بلوندي” أنه من مخلفات القوى الاستعمارية والتبعية الاقتصادية للقوى العالمية المهيمنة، لافتا إلى أن الحل الأمثل للنهوض بإفريقيا هو “وحدة حقيقية للشعوب الإفريقية”.