وقّعت وزيرة الشؤون الثّقافية الدّكتورة حياة قطاط القرمازي ووزير الثقافة والشباب والرّياضة والعلاقات مع البرلمان الموريتاني السّيد ختار ولد الشّيباني يوم أمس الجمعة 20 ماي 2022 بمقرّ الوزارة على البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين البلدين للسنوات 2022و2023 و2024، وذلك بحضور سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية بتونس السيد دمّان ولد همر، إلى جانب عدد من الإعلاميين والصحفيين وبعض المديرين العامين والإطارات بالوزارة.
ويهدف هذا البرنامج التنفيذي إلى تفعيل الشراكة وتبادل الخبرات في مجالات التراث والفنون السمعية والبصرية والثقافة الرقمية والاقتصاد الثقافي والمسرح والكتاب والموسيقى وتنظيم المعارض والتظاهرات الثقافية الكبرى والفنون التشكيلية والعمل الثقافي.
وبالمناسبة، ثمّنت وزيرة الشؤون الثقافية دور الثقافة في تقريب الشعوب وبناء جسور الإبداع الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية بين البلدان، وهو ما يؤكّد أهمّية التبادل الثقافي الدّولي في تغيير المشهد الاجتماعي والاقتصادي والإبداعي عموما، وفي هذا السّياق ذكّرت الوزيرة بأهمّية الصّناعات الثقافية في الدّفع بالعجلة الاقتصادية والتنموية للبلدان التي انخرطت في هذا المسار المعاصر.
وأشارت الوزيرة إلى القيمة الحضارية والتراثية لموريتانيا وما يجمع تونس بهذا البلد من رّوابط تاريخية عميقة تؤسس لإمكانيات شراكة كبيرة وهامّة في الحاضر وفي المستقبل.
وبيّنت الدّكتورة حياة قطاط القرمازي أن وزارة الشؤون الثقافية التونسية ونظيرتها الموريتانية حريصة على تقديم برنامج تنفيذي مفصّل لمختلف مراحل وفترات التعاون خلال السنوات الثلاثة القادمة، ومن المنتظر أن يشمل هذا التبادل والشراكة في مرحلة أولى مجال الثقافة الرّقمية والصنّاعات الثقافية الإبداعية والكتاب والمخطوطات وحقوق المؤلّف والحقوق المجاورة وتنفيذ توأمة على مستوى تنظيم “مهرجان المدن القديمة” الموريتاني الذي يهدف إلى إحياء المدن التاريخية وتثمينها والترويج لها بالتعريف بدورها الفكري والثقافي والتجاري في التاريخ.
من جهته عبّر وزير الثقافة والشّباب والرّياضة الموريتاني السيد ختّار ولد الشّيباني عن الرّغبة الحقيقية لبلاده في الاستفادة من خبرات البلدين في كلّ الاختصاصات التي تواكب العصر وتنفتح على أدوار جديدة للثقافة كمحرّك تنموي واقتصادي هامّ.
كما شدّد الوزير الموريتاني على أهمية دمج الحراك الثقافي بالتطوّر الاقتصادي للمدن وللبلدان لما يقدّمه الفعل الثقافي من فرص لتنشيط الاقتصاد ودعم التنمية.
وترمي بنود الاتفاقية إلى جملة من الأهداف منها ما يتعلّق بالتّراث وإقامة علاقات الشّراكة بين المؤسّسات المعنية بالمحافظة على التراث وحمايته بكلا البلدين، وتبادل الخبرات وتنظيم التظاهرات النوعية والورشات المختصّة وتطوير السياحة الثقافية.
وفي مجال الفنون السمعية البصرية تنصّ بعض البنود على التبادل في مجال تكوين الخبرات وإبرام اتفاقية تعاون بين المركز الوطني للسّينما والصّورة ودار السّينمائيّين الموريتانيّين قصد تسهيل توزيع الأفلام بين البلدين.
وفيما يتعلّق بالثقافة الرّقمية فسيسعى الطّرفان إلى تبادل الخبرات والتجارب في مجال الثقافة الرّقمية وبناء الشّراكات لاسيّما المبادرات المميّزة في الابتكار وحسن توظيف التكنولوجيات الحديثة.
أما ما يخصّ مجال الآداب والمعارض فسينظّم الطرفان ندوات فكرية وأدبية ومعارض للكتب الدّولية والوطنية إلى جانب تكثيف الزيارات للكتاب والمختصين في كلا البلدين، وسيعمل الطّرفان على تنمية حجم تبادل المنشورات المكتوبة والرقمية والمخطوطات بين المكتبات الموريتانية ودار الكتب الوطنية التونسية.
ويشجّع الطّرفان في هذا البرنامج التنفيذي الموقّع مشاركة الفنانين التشكيليّين في مهرجانات الفنون التشكيلية والتظاهرات ذات الصّلة والمعارض الجماعية والفردية.
وفي ما يتعلّق بالعمل الثقافي ينظّم الطرفان ملتقيات وندوات وورشات وإيفاد مختصّين للاطّلاع على التجارب الرّيادية في العمل الثّقافي.