انطلقت مسيرتها الفنية من الفوازير، وفي رصيدها اليوم العديد من الأعمال الدراميّة الهامّة التي قدّمت فيها أدوارا مختلفة.. تتمتع بمواصفات فنية وجمالية عدّة وتحب الأدوار المركّبة لأنّها تتضمّن مساحة أكبر للتلوّن في الأداء…
إنّها النجمة ريم الرياحي التي أطّلت هذه السنة على جمهورها من خلال دور “زهرة” في مسلسل “براءة” من إخراج سامي الفهري، ومن بطولتها وفتحي الهداوي وعزة سليماني وعزيز الجبالي وأحلام الفقيه وغيرهم من الممثلين.
عن دورها في “براءة” ومشاركتها في الجزء الثالث من المسلسل الجزائري “يما” وعن مواضيع أخرى، حدّثتنا ريم الرياحي فكان الحوار التالي:
- ما الذي شدّك في دور “زهرة” في مسلسل “براءة” حتى وافقت عليه؟
دور “زهرة” مخيف وصعب ويتطلب الكثير من العمل وهي ليست شخصية عادية نصادفها كل يوم، فهي شخصية جيدة وسيئة وحنونة وقاسية وتجمع كل المتناقضات وهي تشدّ كثيرا لأن هناك مساحة للعب والتلوّن في الأداء…
و أنا أفضل هذه النوعية من الأدوار التي تتضمن مساحة كبيرة للعب والتعبير فأنا في مشهد واحد ضحكت وبكيت وكذبت وحزنت وفرحت…
- هل يمكن أن نقول إنّ “زهرة” هي شخصيات داخل شخصية واحدة؟
نعم، وهذا هو الكائن البشري ليس هناك جيّد أو سيئ هناك كتلة من المشاعر والأحاسيس التي نعيش من خلالها…
- هل تردّدت في قبول الدور؟
- لم أتردد وإنما خفت وكنت أحاول وجود أعذار، هل أنا سأدافع عن هذه المرأة أم لا؟ و عندما فهمت اتجاه النص أدركت أنني أدافع عنها لأنه ليس من الضروري في كل عمل أن نعود فرحين مسرورين، فمن المهم أن نطرح المشكل ونعرّيه ونتحدث عنه، والمشكل المطروح هو هل أن الزواج العرفي ينجح أم لا؟
- المسلسل أثار ضجة كبيرة، فما هو تعليقك على ذلك؟
من الطبيعي أن يثير العمل ضجة لأننا لم نتعود على التطرق لمثل هذه مواضيع وأنا أقول لم لا نتطرق إليها؟ فعندما نتحدّث عن موضوع المخدرات و”الحرقة” فهل هذا يعني أن كل العائلات تعيش مثل هذه المواضيع؟ طبعا لا وهذه المواضيع ليست من المسكوت عنها.. أما الموضوع الذي طرحه “براءة” فهو من المسكوت عنه ولهذا أثار ضجة…
- هل أتعبك دور “زهرة”؟
الدور يتطلب الكثير من العمل، ونحن الممثلين تعبنا له طعم خاص حيث نتعب نفسيا وكذلك من خلال الأحاسيس التي نعيشها خاصة عندما تختلط علينا ولكن مع التجربة تعلمنا كيف نخرج من الشخصيات التي نؤديها…
أتعبتني الشخصية في شكلها حيث عاشت معي على امتداد 6 أشهر وكنت طيلة هذه الفترة في “لوك” زهرة وهي شخصية ليست في وزني حيث اضطررت لزيادة وزني ولا ألبس مثل الشخصية ولا أصبغ شعري مثلها…
- ألا يزعجك أن تؤدي شخصية أكبر من عمرك؟
بكل صراحة لا يزعجني ذلك، و بالنسبة إليّ الأهم هو المصداقية في الأداء و لا يهمني شكل الشخصية.. وأن أكون محل نقاش وإجماع حول الأداء فهذا يشرفني كثيرا…
- ما هو المشهد الذي تأثرت به كثيرا في المسلسل؟
المشهد الذي كنت فيه أمام المرآة، وقدّمته لمرة واحدة حيث دخلت الغرفة لأقف أمام المرآة ولم أستطع التوقف عن البكاء، فقد أحسست كثيرا بشخصية “زهرة” في هذا المشهد…
- هل تحرصين على الحضور في الموسم الرمضاني في تونس؟
لا أحرص ولكن حضوري يكون حسب الأعمال التي تعرض عليّ وإذا كان العمل جيّد فلم لا أؤديه سواء في رمضان أو خارج الموسم الرمضاني…
- شاركت هذه السنة أيضا في الجزء الثالث من المسلسل الجزائري “يما” الذي تولّى إخراجه مديح بالعيد، فكيف كانت التجربة؟
كانت التجربة جيدّة، وحرصت على أن يكون الدور باللهجة الجزائرية وكان ذلك تحدّ بالنسبة إليّ…
شارك أيضا في العمل الممثل حمدي حدّة كضيف شرف في المسلسل وقدّم دور أبي عندما كنت صغيرة حيث كانت مشاهده عبارة عن “فلاش باك”..
قدّمت في مسلسل “يما” دور تونسية هرب أباها إلى الجزائر وعاشت منذ أن كانت صغيرة هناك لذلك رأيت أنّ هذه الشخصية لا يمكن أن تتحدّث باللهجة التونسية، وفضلت تعلم اللهجة الجزائرية وحاولت بكل جهدي إتقانها وأتمنى أن أكون قد وفقت في نطقها…
- ليست المرة الأولى التي تتعاملين فيها مع زوجك المخرج مديح بالعيد، فكيف كان التعامل معه في مسلسل “يما”؟
التعامل مع مديح بالعيد كان جيّدا، فالشخصية كتبت لي، وهو يعرف جيّدا قدراتي
- كيف رأيت الأعمال الرمضانية هذه السنة؟
في الحقيقة هذا أكثر سؤال لا أريد الإجابة عنه لأنه بالنسبة إليّ، كل زملائي دون استثناء قدّموا أعمالا جيّدة مثل “حرقة” فهو إبداع وأقول “برافو” للأسعد الوسلاتي والممثلين الكبار كانوا رائعين وهذه السنة كان هناك الكثير من التنوع في أداء الأدوار، “كان يا ما كانش” رائع وهو عبارة عن “هبلة فنية”، “فوندو” أيضا في جزئه الثاني كان ممتاز وكل الممثلين دون استثناء، فكل ممثل قدّم دوره من روحه وقلبه وأشعر بنضج كبير في جيلي والجيل الذي بعدي، ولا أشعر أن هناك استهتارا بالأدوار حيث أن كل ممثل يقدّم دوره بحب…
- ما الذي ينقصنا في الأعمال الرمضانية؟
في الحقيقة هناك نقص في الأعمال، فهذه السنة لدينا 3 أعمال درامية فقط وهذا عيب في حق الممثلين وفي حق المشاهدين أيضا ولم يكن لدينا سلسلات هذه السنة سوى “كان ياما كانش” و”البلاص” فأين السلسلات وأين التلفزات الخاصة؟
لدينا نقص كبير في الأعمال وفي المقابل لدينا الكثير من الطاقات في تونس…
- ريم الرياحي من جيل الفوازير، فهل صحيح أن الفوازير اليوم لم تعد مواكبة لعصرنا؟
الفوازير تتماشى مع العصر الحالي ولكن ليس لدينا من يتحمّل مصاريفها لأنّها مكلفة..
- تشاركين في مسابقة جوائز النقاد للدراما العربية كأفضل ممثلة عن دورك في مسلسل “براءة”، فماذا يعني لك ذلك؟
في الحقيقة يشرفني كثيرا ان أكون في مسابقة جوائز النقاد للدراما العربية وأن أكون من بين أسماء وأعمال كبيرة …
حاورتها: ريم حمزة