بعد التخلي عن قيادات أمنية ساهمت في إنجاح مسار 25 جويلية … نادية عكاشة تختار ‘الانسحاب ‘ ووزير الداخلية يظفر بـ ‘فوز مؤقت’

أثارت استقالة مديرة الديوان الرئاسي، نادية عكاشة، بعد سنتين من العمل داخل قصر قرطاج، جدلا في الساحة السياسية باعتبار أنها أقرب مساعدي سعيّد وصندوق أسراره المغلق.
ولئن اعتبرت عكاشة في تدوينة نشرتها عبر حسابها الرسمي على ‘فيسبوك’ أن استقالتها جاءت بسبب ‘اختلافات جوهرية في وجهات النظر’، يرى مراقبون للشأن العام أن مستشارة الرئيس استقالت بسبب خلافات وصراع بينها وبين وزير الداخلية، توفيق شرف الدين.
ووفق ما أكده مصدر أمني لـ 24/24، فإن نادية عكاشة اعترضت على إحالة قيادات أمنية على التقاعد الوجوبي بعد 25 جويلية من قبل وزير الداخلية، باعتبار أنهم كانوا من أكبر الداعمين لقرارات رئيس الجمهورية ومقربون منها، على حد قوله.
ومنذ توليه منصب وزير الداخلية، أحال توفيق شرف الدين بموافقة من رئيس الجمهورية، أكثر من 26 مسؤول أمني على التقاعد الوجوبي، بينهم قيادات أمنية بارزة يرى مراقبون للشأن العام أنها ساهمت في إنجاح مسار 25 جويلية وأنقذت البلاد من الفوضى التي كانت يمكن أن تحدث بعد تعطيل عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتجميد النواب.
وبحسب ما أكدته مصادر متطابقة أيضا، فإن توفيق شرف الدين قام بإحالة سفير تونس بالبحرين كمال القيزاني وهو أول أمني يعين في منصب سفير، والملحق الأمني بسفارة كندا عبد القادر بن فرحات على التقاعد الوجوبي، ويعرف عليهما أنهما محسوبان على مديرة الديوان الرئاسي، نادية عكاشة وتدعمهما.
ومن بين النقاط الأخرى المثيرة للتساؤل في علاقة بإحالة أمنيين على التقاعد الوجوبي، هو إحالة اثنين من القيادات الأمنية البارزة وهما آمر الحرس الوطني، محمد علي بن خالد ومدير عام الأمن الوطني زهير الصديق، اللذان تمت إحالتهما على التقاعد الوجوبي بداية شهر جانفي 2022، بعد أن تمت ترقيتهما بعد 25 جويلية.
صراع أجنحة
وكان الإعلامي، برهان بسيّس، تحدّث عن وجود صراع أجنحة داخل قصر قرطاج، خاصّة بين نادية عكاشة ووزير الداخلية توفيق شرف الدين المدعوم من عائلة الرئيس، حسب قوله.
وقال بسيّس، في تعليقه بإذاعة الديوان، إنّ النقطة التي أفاضت الكأس في الصراع الحاصل بين الطرفين هي “الإحالة على التقاعد الوجوبي لقيادات أمنية من قبل وزير الداخلية، خاصّة إحالة عنصرين اثنين محسوبين على نادية عكاشة وهما سفير تونس بالبحرين كمال القيزاني والملحق الأمني بسفارة كندا عبد القادر بن فرحات”.
كما أكد ‘أنّ إعفاء الأسماء المذكورة أثار استياء عكاشة، التي اعتبرته استهدافا لصلاحياتها ونفوذها، لافتا إلى أنّها طلبت من رئيس الجمهورية التدخل لوقف تنفيذ القرار لكنّه لم يفعل، بحسب تصريحه.
وأفاد بسيّس أنّ مديرة الديوان منذ تلك اللحظة بدأت تفكّر في الانسحاب، موّضحا أنّ سبب استيائها من قرار إحالتهما على التقاعد الوجوبي يعود للدور الذي لعبه القيزاني وبن فرحات من خلف الكواليس في تأمين وإنجاح إجراءات 25 جويلية، حيث كانا الاثنان بتونس قبل الإعلان عن الإجراءات الاستثنائية.
كما أكد أن كمال القيزاني مدير الأمن الوطني السابق أجرى اتّصالات جانبية بقيادات أمنية من أجل تهيئة الطريق للرئيس خاصّة وأنّ وزارة الداخلية حينها كانت بيد رئيس الحكومة ووزير الداخلية السابق هشام المشيشي وكان بالإمكان حدوث صدام لولا تدّخل القيزاني عبر اتصالاته بالكوادر الأمنية لتأمين المسار، وفق قوله.
في ذات السياق، قال برهان بسيّس، إنّ نادية عكاشة وجدت نفسها في حرج بعد إعفائهما من مهامهما، لاسيّما وأنّها وجدت نفسها غير قادرة عن الدّفاع على المحسوبين عليها، بحسب تعبيره.
ولئن خيرت نادية عكاشة الانسحاب من دائرة الرئيس الذي لم يعد بحسب كثيرين يستمع إلى ملاحظاتها أو اعتراضاتها، فإن استقالتها ستعقبها تطورات كثيرة داخل أسوار قصر قرطاج مع احتدام الصراع داخله بين أجنحة الحكم.
في المقابل، يمكن القول إنه بعد هذه الاستقالة المثيرة للجدل فإن توفيق شرف الدين، تلميذ الرئيس ومدير حملته الانتخابية، يكون قد ظفر بفوز مؤقت، في ظل الحديث عن إمكانية إجراء تحوير وزاري في الأيام المقبلة وفي انتظار الكشف الأسماء الجديدة التي سيقع تعيينها في الديوان الرئاسي.

Related posts

التعداد العام للسكان والسكنى لسنة 2024 في تونس.. التفاصيل

root

الاحتفاظ بثلاثة أعوان ديوانة في حادثة الباساج

Halima Souissi

رباعي يتعافى وينضم اليوم لوفد المنتخب في غاروا

root